مرض السكري أو مرض السكر يعتبر واحد من أكثر الأمراض التي انتشرت خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ، حيث أنه بحسب عدة إحصاءات طبية أظهرت أن معدل الإصابة بهذا المرض ازداد بشكل مبالغ فيه في عصرنا الحالي، وذلك ما جعل العديد من الناس يطلقون عليه مرض العصر، حيث أنه يعتبر واحد من الأمراض المزمنة التي تبقى مع الإنسان.
مع الأخذ في الاعتبار أن مرض السكر يمتاز بأنه له عدة أنواع وكل نوع من هؤلاء الأنواع يختلف علاجه عن النوع الأخر وهذا ما سوف يتبين في التالي:
مرض السكري من النوع الأول
مثلما ذكرنا في السابق بأن مرض السكري له عدة أنواع فعلى سبيل المثال إذا كنت مصاباً بمرض السكر من النوع الأول فهذا النوع بالتحديد لا يوجد له علاج نهائي حتى وقتنا هذا، فالعلاج الوحيد الخاص بالنوع الأول من مرض السكر هو أن يقوم المريض باستخدام الأنسولين الذي يتناوله المريض من خلال حقن أو إبر.
كما أن الجدير بالذكر أن النوع الأول من مرض السكري قد يحدث في الغالب قبل سن الثلاثين وعادة ما يكون حدوثه نتيجة لمهاجمة جهاز المناعة للبنكرياس مما يؤدي إلى تلف بعض الخلايا التي تصبح غير قادرة على إنتاج الأنسولين في الجسم، وتتراوح نسبة انتشار هذا النوع من بين 5- 10%.
مع التنويه أن حقن الأنسولين التي يستخدمها مرضى السكر لها العديد من الأنواع منها أنواع تكون سريعة الامتصاص، وتعطي مفعولاً سريعاً حيث أنها تجعل الأنسولين يصل إلى الدم في خلال ما يقرب من عشر دقائق فقط، كما أن تلك الحقن تجعل المفعول الخاص بالأنسولين يستمر في الجسم لمدة تصل من ثلاث إلى أربع ساعات.
والجدير بالذكر أن الجرعات الخاصة بالأنسولين تختلف من مريض إلى مريض آخر حسب الحالة الخاصة به وبمرضه لذلك دائماً ما يقوم الطبيب المختص وحده بتحديد الجرعة المناسبة لكل مريض، لذلك لا ينصح نهائياً بأن يقوم المريض بأخذ الأنسولين من تلقاء نفسه من دون توصية سابقة من الطبيب المختص، ولكن يجب عندما يقوم بأخذ الأنسولين حسب توصية الطبيب يجب حينها أن يتأكد من أنه يأخذها قبل تناول أي وجبة من الطعام بمدة كافية لا تقل عن دقيقة كحد أدنى.
وهناك نوع آخر من حقن الأنسولين وهي الحقن المتوسطة المفعول التي تبدأ بعمل مفعول في الجسم بعد حوالي ساعة من استخدامها ولكن يستمر مفعولها من بين 20 ساعة إلى 24 ساعة، وهذا النوع يتم تناوله قبل تناول أي وجبة فالحقن المتوسطة المفعول من الأنسولين تؤخذ قبل وجبة الإفطار بوقت كافٍ.
والنوع الأخير من حقن الأنسولين هو النوع ذا المفعول البطيء أو ما يطلق عليه الأنسولين ذو المدى الطويل وهو النوع الذي يتم أخذه قبل الإفطار مثل النوع السابق ذكره، ويستمر مفعول هذا النوع في الجسم لمدة تتراوح من بين 18 ساعة إلى 24 ساعة أيضا.
مرض السكري من النوع الثاني
يعتبر النوع الثاني من مرض السكر هو أكثر نوع انتشاراً حيث أن نسبة انتشاره تتراوح تقريباً من بين 90 – 95%، وعادة ما يصيب هذا النوع الأشخاص من هم فوق الأربعين عاماً.
ويحدث هذا النوع للأشخاص نتيجةً إلى عدم قدرة الأنسولين الموجود في الجسم على أداء الوظيفة الخاصة به؛ بسبب مقاومة الجسم له، وذلك يؤدي إلى أن يقوم البنكرياس بإفراز كميات أخرى من الأنسولين، والتي على المدى الطويل مثلا من ثمانية إلى عشر سنوات قد تؤدي هذه الكميات إلى فشل البنكرياس بشكل تام.
لذلك فالمصاب بمرض السكر من النوع الثاني يقوم دائماً بتناول عدة أدوية تعمل على تحفيز الخلايا الموجودة في جسمه، حتى تتمكن تلك الخلايا من الاستجابة لهرمون الأنسولين، وتعمل على امتصاصه من الجسم، وتكون تلك الأدوية في الغالبة مكونة من مركبات الميتوفرمن، علماً بأن تلك الأدوية غالباً ما تؤخذ عن طريق الفم بشكل أقراص.
كما أنه يجب على مريض السكر من النوع الثاني أن يقوم بمتابعة الطبيب دائماً بشكل دوري من أجل أن يقوم الطبيب بقياس نسبة السكر الموجودة في الدم للمريض، حتى يستطيع الطبيب من أن يحدد الجرعة المناسبة من الدواء للمريض، وعادة ما ينصح الطبيب مرضى السكر سواء من النوع الأول أو النوع الثاني باتباع حمية غذائية وتناول دائماً أطعمة صحية طازجة والابتعاد التام عن الأطعمة الضارة كالمقليات والحلويات وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة ضارة تؤدي إلى تدهور حالة المريض.
أسباب مرض السكري
تعددت الأسباب التي تجعل الإنسان أكثر عرضةً إلى أن يصاب بداء السكري، وتتبلور أبرز هذه الأسباب فيما يلي:
نوعية الطعام: ففي حال إن كنت تتناول الأطعمة الحلوى بمعدل كبير فهذا يساعدك على أن تقي نفسك من الإصابة بارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم، فالنظام الغذائي الصحي عموماً يساعدك على ألا تصاب نهائياً بأي من الأمراض المزمنة المختلفة.
عدم ممارسة الرياضة: فالأشخاص الكسالى الذين يتبعون نظاماً حياتياً خامل للغاية لا يقومون فيه بأي من الأنشطة الرياضية، فهذا يساهم في جعلك أكثر عرضة من أن تصاب بارتفاع في مستوى السكر في الدم، ولكن الجدير بالذكر أن أيضا القيام بممارسة التمارين الرياضية الصعبة والشديدة بمعدل كبير فهذا يساهم في تعرض الشخص للإجهاد البدني ويجعله أن يصاب أيضا بارتفاع في معدل السكر في الدم، لهذا ينصح العديد من الأطباء بضرورة أن يتم ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل معتدل ومستمر ومنتظم حتى لا يحدث أي خلل في مستوى السكر بالدم.
قلة النوم: اضطرابات النوم بوجه عام تساهم في الحد من قدرة الجسم في التعامل مع داء السكري، لذلك فينصح دوما لمرضى داء السكري بإن يقوموا بأخذ قسط كافٍ من الراحة والقيلولة من أجل مساعدة الجسم على أن يقوم بتنظيم معدل السكر في الجسم.
التدخين: تشير عدة دراسات إلى أن التدخين يؤثر سلبياً للغاية على مستويات السكر في الدم، لهذا السبب ينصح العديد من الخبراء والأطباء المدخنين بضرورة الإقلاع نهائياً عن التدخين حتى يتجنبوا أن يصابوا نهائياً بأي من تلك الأمراض المزمنة.
التعرض لضغوطات نفسية: عندما تكون ماراً بأي من الفترات التي تعاني فيها من أي من الضغوط أو المشكلات، حيث أن في هذه الفترات يقوم الجسم بإفراز نسبة عالية من الهرمونات منها هرمون الكورتيزون الذي يعمل على جعل الجسم يستهلك طاقة كبيرة للغاية، علماً بإن المريض المصاب بداء السكري لا يستطيع نهائياً بإن يقوم بحرق أي من مصادر السكر نظراً لعدم وجود نسبة عالية من الأنسولين.
تناول بعض الأدوية:بدايةً علينا أن نشير إلى أن الأنسولين يعمل على الحد من نسبة السكر بالدم لذلك ففي حال إن كنت نسيت الجرعة الخاصة بالأنسولين فهذا بالطبع سوف يؤثر على مستوى السكر الكامن في الدم، وسوف يؤدي إلى رفع مفاجئ في مستوى السكر في الدم.
علاج مرض السكري نهائيا
مثلما قمنا بالذكر في بداية المقال بأن مرض السكر يُعد من الأمراض المزمنة التي تستمر مع الإنسان باقي حياته، ولكن هناك عدة فترات قد تستقر فيها حالة المريض وتستقر نسبة الجلوكوز أو السكر في الدم، وهذا ما يتبين خلال قيام المريض بالفحص الخاص بالكسر التراكمي حيث أن هذا الفحص يتم فيه قياس نسبة السكر بشكل مجمع خلال الثلاثة أشهر السابقة.
وفي حين إن كانت نتيجة هذا الفحص أقل من 6، فهذا معناه أن حالة المريض مستقرة؛ نظراً لقيامه باتباع الوصايا والنصائح التي أعطاها له الطبيب الخاص به، حيث إن معظم الأطباء عادة ما ينصحون مرضى السكر بضرورة تغير نمط الحياة الخاص بهم سواء كان هذا النمط خاصاً بالنمط الغذائي أو النمط اليومي مثل ضرورة قيامهم ببعض التمرينات الرياضية التي تعزز الدورة الدموية.
الوقاية من مرض السكري
توجد مجموعة من الإرشادات التي تساعدك تماماً على أن تقي نفسك من أن تصاب بمرض السكري نهائياً، تتمثل أبرز هذه الإرشادات فيما يلي:
في البداية يجب أن تقوم بتغيير نمط الحياة الخاص بك، فمثلاً إذا كنت من متبعي الأساليب الحياتية الغير صحية عليك في هذه الحالة بإن تحاول أن تغير من هذه العادات المضرة وتقوم باستبدالها بالعادات الصحية.
وذلك حتى تتجنب أن تصاب بأي ارتفاع في مستوى السكر في الدم، وتستطيع أن تقي نفسك من ارتفاع معدل السكر في الدم عبر قيامك بممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي لا يحتوي على عدد كبير من السعرات الحرارية أي لا يحتوي على أي من السكريات والكربوهيدرات.
وفي حال إن كنت تعاني من زيادة شديدة في معدل الوزن أي في حال إن كنت تعاني من السمنة، فعليك بإن تحاول إنقاص الوزن الزائد الخاص بك، كما أنه عليك بإن تحاول الخفض من معدل الدهون الكامن في جسدك، وذلك نظراً لكون زيادة الدهون في أجزاء معينة في الجسم تعمل على تعزيز الالتهاب ومقاومة الأنسولين مما يرفع من احتمالية الإصابة بمرض السكري.
لهذا السبب ينصح بإن تقوم بممارسة الرياضة باستمرار والحرص على تناول الأطعمة الغذائية الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تسهم في تقوية مناعة الجسم وتعزيزه وحمايته من أن يصاب بأي من الأمراض المزمنة المختلفة.
أفضل علاج للسكر
تتعد الطرق التي يمكن عبرها أن يتم علاج مرض السكر أو على الأقل العمل على تنظيم مستوى السكر في الدم، تختلف هذه الطرق وتتنوع نظراً لكون مرض السكر من الأمراض التي لها نوعين مختلفين، وهذا ما يتضح عبر ما يلي:
أفضل علاج للسكر من النوع الأول
توجد مجموعة من الطرق التي من الممكن أن يتم علاج السكر من النوع الأول، أبرز هذه الطرق يكمن في الأتي:
العلاج الدوائي: هناك خطة علاجية متعارف عليها لمرضى داء السكر من النوع الأول، تتضمن تلك الخطة علاجاً أساسياً وهو الأنسولين الذي يُعد علاج أساسي ورئيسي يعمل على تنظيم نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري، علماً بغن الأنسولين مقسماً لعدة أنواع هي:
الأنسولين قصير المفعول.
الأنسولين سريع المفعول.
الأنسولين متوسط المفعول.
الأنسولين طويل المفعول.
أفضل علاج للسكر من النوع الثاني
في البداية نشير إلى أن البنكرياس يعتبر هو العضو المسؤول عن إفراز الهرمون الخاص بهرمون الأنسولين الذي يساهم في جعل السكر الموجود في الجسم أن يدخل إلى الخلايا المختلفة في جسم الإنسان ومن ثم يقوم بإنتاج الطاقة.
وفي غالبية الأحيان لا يقوم الجسم بإنتاج كمية كافية من الأنسولين وفي هذه الحالة يظل الجلوكوز كامناً في الدم ولا ينتقل نهائياً إلى الخلايا ومن هنا يصاب المريض بمرض السكر.
لهذا نشير إلى أنه لا يمكن نهائياً أن يتم علاج السكر من النوع الثاني إلا أن يمكن السيطرة عليه والحد من ارتفاع نسبته في جسم الإنسان، وكذلك المحافظة على مستواه ضمن المعدل الطبيعي، وهذا ما يجعل هناك فرصة للحد من مضاعفاته على المدى البعيد.
أسئلة شائعة
ما هو الاكل الممنوع على مرضى السكر؟
هناك العديد من الأطعمة التي تتسبب في رفع نسبة السكر في الدم منها الأطعمة التي تحتوي على دقيق أبيض وذلك لأنها تحتوي على كم كبير من الكربوهيدرات وغيرها من الأطعمة الأخرى الغنية بالدهون المشبعة والأطعمة الغنية بالسكريات
ما هي الفاكهة التي تعمل على خفض السكر؟
من الفواكه المفيدة لمرضي السكر التي تخفض السكر في الدم فاكهة المشمش والعنب والخوخ والأفوكادو والفراولة والبرقوق والبطاطا الحلوة